السبت ٢٣ / أغسطس / ٢٠٢٥
من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

بقلم سامح المغازي:كفى تدويرًا للمخلفات السياسية!

بقلم سامح المغازي:كفى تدويرًا للمخلفات السياسية!
محررايجي بريس 24

بهذه العبارة القوية، أطلق الدكتور رضا عبد السلام، محافظ الشرقية الأسبق وأستاذ الاقتصاد والمالية العامة بجامعة المنصورة، صرخة إصلاحية مدوّية تعبّر عن وجع سياسي تتردد أصداؤه في وجدان كثير من أبناء هذا الوطن، المتطلعين إلى التغيير الحقيقي.


في مشهد سياسي يفتقر إلى التجديد، تستمر ظاهرة إعادة تدوير الوجوه نفسها التي أثبتت فشلها مرارًا وتكرارًا. وجوه اعتادت تصدّر المشهد رغم تراجع أدائها، بينما تُقصى الكفاءات الصاعدة، وتُهمّش العقول الشابة الطامحة إلى بناء وطن يليق بتضحيات أبنائه. هذا الواقع المؤلم لا يقتل فقط الطموح، بل يرسّخ الفجوة بين الدولة والمواطن، ويجمد كل محاولة إصلاح جاد.


الدكتور رضا عبد السلام، الذي شهد له كثيرون بالنزاهة والكفاءة وجرأة المواجهة خلال فترة عمله كمحافظ للشرقية، أعاد التذكير بمخاطر الجمود السياسي والانغلاق الإداري، منتقدًا عقلية تُقدّم الولاء على الكفاءة، والمجاملة على الإنجاز.


ولد الدكتور عبد السلام عام 1970، وتخرّج في كلية الحقوق، ثم تخصص في الاقتصاد والمالية العامة. تنقل في مسيرته المهنية بين القضاء، والجامعة، والمؤسسات الدولية، جامعًا بين الخبرة الأكاديمية والعملية. حصل على الدكتوراه من جامعة أولستر البريطانية، ونال عددًا من الجوائز البحثية المهمة، منها جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاقتصادية، وجائزة المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا.


خلال فترة توليه المنصب، عُرف بمواقفه الحاسمة في مواجهة الفساد ومخالفات البناء والدروس الخصوصية، حتى وصل به الأمر إلى إزالة كافيه مخالف مملوك لقيادي نافذ، ما جعله عرضة لحملات إعلامية ممنهجة شنّها مقربون من أصحاب المصالح. ولأن الإصلاح الحقيقي مؤلم، لم يُكتب لمحاولاته الاستمرار طويلاً، بعد أن بدأ البعض في البحث في مقالاته القديمة، سعيًا لتشويهه وإزاحته.


إن استمرار هذه الحلقة المفرغة من إعادة إنتاج الفشل سيقضي على أي أمل في نهضة حقيقية. رسائل مثل تلك التي يوجهها الدكتور عبد السلام ينبغي ألا تُهمّش، بل أن تُؤخذ بجدية من دولة تسعى إلى إعادة بناء الثقة بينها وبين أبنائها.