
سامح المغازى يكتب:الخليج يدعم أمريكا...ومصرتدفع وحدها ثمن الدفاع عن فلسطين

في زمن تختلط فيه المواقف وتتبدل فيه الأولويات، يتكشف الواقع العربي على مشهد صادم: أموال خليجية تتدفق إلى الولايات المتحدة، الدولة الداعمة بلا حدود لإسرائيل، بينما مصر تقف وحدها، تدفع الكلفة الكاملة لموقفها الوطني والقومي الرافض لتهجير الفلسطينيين من أرضهم.
منذ اندلاع الحرب الأخيرة على غزة، لم تنقطع مظاهر الدعم الأمريكي لإسرائيل، سياسيًا وعسكريًا. واللافت أن هذا الدعم يتزامن مع صفقات اقتصادية ضخمة واستثمارات خليجية في واشنطن، ما يطرح تساؤلات مشروعة: هل هذه الأموال تُسهم – بشكل مباشر أو غير مباشر – في تمويل آلة الحرب الإسرائيلية؟ وهل بات المال الخليجي وسيلة لضمان رضا واشنطن، ولو على حساب الدم الفلسطيني؟
في المقابل، ترفض مصر – رغم كل الضغوط والعروض السخية – أن تكون طرفًا في مخطط التهجير القسري لسكان غزة. تمسكت القاهرة بثوابتها، وقالت "لا" حين أغرى المال بعضهم بالصمت. مصر تدرك أن تهجير الفلسطينيين من أرضهم هو تصفية ناعمة للقضية، وتهديد مباشر لأمنها القومي، لكنها أيضًا تدرك أن هناك من يريد أن تتورط وحدها في المواجهة، بينما الآخرون يختبئون خلف بيانات فضفاضة ومواقف رمادية.
المعادلة واضحة ومؤلمة: الخليج يشتري النفوذ الأمريكي، ومصر تدفع الثمن من سمعتها واقتصادها وحدودها، من أجل منع تمرير جريمة تاريخية.
ربما آن الأوان أن يُقال بوضوح: الدفاع عن فلسطين ليس شعارًا يُرفع في المؤتمرات، بل موقف يُترجم في لحظات الحسم. ومصر، رغم كل التحديات، اختارت أن تكون في صف التاريخ، بينما اختار آخرون أن يكونوا في صف المصالح.