سامح المغازى يكتب:صحافة الجنازات:مشاهد مؤسفة وانتهاك صارخ لحرمة الموتى

تحولت بعض التغطيات الإعلامية للجنازات وسرادقات العزاء في السنوات الأخيرة إلى مشاهد مؤسفة، تغيب عنها مشاعر التعاطف والاحترام، وتحضر فيها الكاميرات والميكروفونات بلا هوادة، وكأن الألم الإنساني أصبح مادة قابلة للاستهلاك الإعلامي.

ما يُفترض أن يكون لحظة إنسانية خالصة لتوديع الراحلين بات مشهداً صاخباً يعجّ بعدسات التصوير، تركّز على الوجوه الباكية، وتنتظر انهيار أحد الأقارب لتصنع منه عنواناً جاذباً. مشاهد لا تراعي حرمة الموتى ولا خصوصية ذويهم، بل تسعى خلف السبق الصحفي بأي ثمن.

في خضم هذا المشهد، يُسجّل لموقع "فيتو" الإخباري موقف مهني وأخلاقي يُحتذى به، حيث اتخذ منذ سنوات قرارًا حاسمًا بعدم بث الجنازات أو سرادقات العزاء احترامًا لقدسية الموت ومراعاةً لمشاعر أهل الفقيد. وهو قرار يعبّر عن وعي إعلامي حقيقي بدور الصحافة في دعم القيم الإنسانية، لا استغلال اللحظات المؤلمة.

إن الحاجة باتت ملحّة لتبني ميثاق شرف إعلامي واضح يمنع تغطية تلك اللحظات الخاصة، ويعيد التوازن بين حرية التغطية واحترام الكرامة الإنسانية. فالموت يستحق السكون، لا الضجيج الإعلامي.