
سامح المغازى يكتب:أقسموا... فجاء الفرج؟

حين طُلب من النواب أداء اليمين الدستورية، هلّل البعض ظنًا بأن الفرج قد اقترب. غير أن الواقع كان بعيدًا عن ذلك التفاؤل. فبحسب المادة 104 من الدستور، يُشترط أن يؤدي عضو مجلس النواب، قبل مباشرته مهام عمله، اليمين التالية:
«أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصًا على النظام الجمهوري، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه».
لكن ما حدث بعد القسم كان على النقيض تمامًا من مضامينه. فالكثير من النواب سرعان ما تنصلوا من وعودهم الانتخابية، وانشغلوا بصراعات جانبية ومصالح شخصية. أما القوانين التي صدرت، فقد جاءت – في معظمها – على حساب المواطن البسيط، لتزيد من معاناته بدل أن تخففها.
القسم الذي يُفترض أن يكون عهدًا ملزمًا أمام الشعب والدستور، تحوّل في نظر البعض إلى مجرد إجراء شكلي، لا يترتب عليه التزام حقيقي. وهنا يبرز السؤال الجوهري: ما قيمة اليمين إذا لم يتبعها وفاء بالعهد؟ وما جدوى تمثيل الشعب إن لم يُصغِ الممثلون إلى صوته؟
إن ما يحتاجه الوطن ليس مجرد كلمات تقال تحت القبة، بل أفعال تجسّد تلك الكلمات وتحترم جوهر الدستوروروح القانون.